رسالة إلى رسول الله
محمد الجانودي.
أبدأ رسالتي هذه، بالصلاة والسّلام عليك ياسيدي يارسول الله فبها يفتح الله قلبي، وأشعر بالرّاحة والطمأنينة، وأكتسب القوّة والعزيمة. محمد يا أعذب كلمة نطق بها لساني، يامن يهدهد قلبي عند ذكره، ويخفق فور سماع سيرته. أشعر كأنّني التقيتُ بك وشاهدتُ بسمتك ولامستُ رقّتك… الرّوح تحبّك، والقلب مشتاق لك،والفكر مشغول بك… ولكن هذه الرّوح قد تعبت والقلب فيه غصّة حزن، والفكر يتأمّل بحزن عميق في حال لن أقول الكثير بل البعض ممّن ينتمون إلى رسالتك التي كلّفك بها الله تعالى، الذين بينهم وبين صفاتك وأهداف رسالتك السّامية جبال شاسعة، فمنهم من ينادون بحبّك ويصلّون عليك، ولكن لا يمتثلون بك، أو قد يطبّقون من الظاهر، ولكنّهم في العمق لا يشبهونك. ترى التّعجرف والغرور في نفوسهم، وأنت عنوان البساطة والتّواضع. يمارسون الاحتيال والإدّعاء والكذب، وأنت مثال الصّدق والاستقامة. يجرحون ويستهزئون وينتقدون، وأنت روح الطّيبة وجبر الخواطر. يتوعّدون وينتقمون، وأنت رمز الإنسانيّة والمسامحة. يقسون ويعنّفون،وأنت بلسم الرّقة والحنان واللّين. يملأ قلوبهم ونفوسهم التعصّب والتطرّف، وأنت أساس الوحدة والتقبّل والانفتاح. مقطّب جبينهم وجوهم عابسة، وأنت البسمة لم تكن تفارقك وجهك رغم كلّ الشدائد والهموم. لا يبادرون بالسّلام بل قد لايردّون السّلام، وأنت معلّم التحيّة الحسنة. ينشرون الفتنة والفرقة، وأنت زارع الخير والصّلح والإصلاح…. رسول الله أنت الإنسانيّة في مواقفك، أنت الخلق القويم في تصرّفاتك، أنت الأسلوب الرّاقي في تعاملك، أنت الثّبات في مبادئك، أنت الرّحمة في مشاعرك، أنت العدل في فكرك… رسول الله، لن أستثني نفسي وأقول أنّني بلغت الكمال في تطبيق تعاليمك، بل على العكس أنا مقصّرة معك، وفي ما دعوتَ إليه، ولكنّني أحاول دائما أن أحيا معك وأستحضرك في كلّ موقف يمرّ بي في هذه الحياة، في سعادتي ونجاحي، في حزني وهمّي، فيشهد الله على مقدار حبّي لك، كيف ياحبيب الله لا أحبك بل لا أعشقك، كيف لا يحبّك كلّ من انتمى إلى رسالتك، وكلّ من قرأ عنك، وتعرّف إليك، فأنت مثال للبشريّة جمعاء، ومدرسة دينيّة وإيمانيّة وأخلاقيّةوسلوكيّة، نتعلّم منها كلّ يوم، ولو طبّقناها في حياتنا اليوميّة لتفوّقنا ولأصبحت حياتنا هادئة بسيطة، تملؤها القناعة والرضا، ولكانت انتشرت المحبّة بيننا، ولعمّ الصّدق والحقّ والعدل والتّسامح، وانتهى الجشع والنّفاق والظلم والتجبّر والعداوة في مجتمعنا. ولكن هل هذا حلم غير قابل للتحقّق؟ أم أمل بعيد المنال؟ لا أملك جوابا ، ما أملكه هو التمسّك بهذا الحلم وهذا الأمل وعدم السّماح بفقدانهما وذلك بالدّعوة دائما إلى ماناديْتَ به، وأن نربّي الأجيال على سيرتك ومحبّتك، كي ينشأ جيلا ينبض بالكلام والعمل المحمديّ… وأختم رسالتي بوعد منّي ومن كلّ محبّ صادق لكَ، بأنّه لن يضيع ماعلّمته لنا، وماغرسته في نفوسنا، ونرجو أن لا يخيب ظنّك بنا وأطلب منك أن تعذرنا إذا قصّرنا، وأن لا تحرمنا من شفاعتك عند الله تعالى. المحبّة زينة